زيلينسكي يشكر الأوروبيين على دعمهم عقب خلافه مع ترامب
زيلينسكي يشكر الأوروبيين على دعمهم عقب خلافه مع ترامب
وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، رسائل شكر إلى القادة الأوروبيين الذين أبدوا دعمهم له، عقب خلاف حاد وقع بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الجمعة.
واتهم ترامب نظيره الأوكراني، الذي حضر إلى واشنطن طلبًا للمساعدة بعد ثلاث سنوات من الغزو الروسي، بعدم احترام الولايات المتحدة خلال حديثهما في المكتب البيضاوي، وأحدثت هذه المشادة صدمة واسعة النطاق، في حين وصفت موسكو الواقعة بأنها "لحظة تاريخية"، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وجّه زيلينسكي شكره للحلفاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعاد حسابه الرسمي على منصة "إكس" نشر الرسائل الداعمة له مساء الجمعة والسبت، مصحوبة بتعليق مختصر: "شكراً على دعمكم".
امتنان للدعم الأمريكي
ورغم حدة المشادة، عبّر زيلينسكي عن امتنانه للدعم الأمريكي، حيث كتب في منشور آخر على "إكس": "شكراً أمريكا، شكراً على الدعم، شكراً على هذه الزيارة.. شكراً للرئيس والكونغرس والشعب الأمريكي"، مؤكداً أن أوكرانيا تسعى إلى سلام عادل ودائم.
وبدوره، أعرب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا عن تقديره لمواقف نظرائه الأوروبيين الذين جددوا تضامنهم مع كييف.
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، في بيان مشترك، على دعم أوكرانيا، قائلين: "لن تكون أبداً وحدك.. كن قوياً، كن شجاعاً، كن مقداماً.. سنواصل العمل معك لتحقيق سلام عادل ودائم".
ومن جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأوروبيين إلى تحمل مسؤولية القيادة العالمية، مشيرة إلى أن "العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد"، ومضيفة: "أوكرانيا هي أوروبا.. نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
موسكو تُعلِّق على المشادة
وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا سلوك ترامب خلال اللقاء بأنه مثال على "ضبط النفس"، قائلة إن امتناعه عن توجيه ضربة لزيلينسكي كان "معجزة في ضبط النفس".
واعتبر كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أن الخلاف بين الزعيمين "حدث تاريخي"، بينما وجّه الرئيس السابق دميتري مدفيدف انتقادات لاذعة لزيلينسكي، مستخدماً لغة حادة.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقف بلاده الثابت، قائلاً: "هناك معتدٍ هو روسيا، وهناك شعب معتدى عليه هو أوكرانيا"، مشدداً على ضرورة استمرار دعم كييف.
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر عن "دعم ثابت" لأوكرانيا، فيما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن كييف يمكنها الاعتماد على برلين وأوروبا.
أما رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، فقد دعت إلى عقد قمة عاجلة بين الولايات المتحدة وأوروبا لمناقشة التحديات الراهنة، مؤكدة ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الغربي.
دول أوروبا وأمريكا
أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك تضامن بلاده مع أوكرانيا، قائلاً: "عزيزي زيلينسكي، لستم وحدكم"، فيما شدد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز على موقف مدريد الداعم لكييف.
وأعرب رئيس وزراء هولندا ديك شوف عن تمسك بلاده بمساندة أوكرانيا، مؤكداً أن "الدعم الهولندي لكييف لا يتزعزع"، أما رئيسة الاتحاد السويسري كارين كيلير-سوتر فأكدت التزام بلادها بالعمل من أجل "سلام مستدام".
وفي كندا، شدد رئيس الوزراء جاستن ترودو على أهمية الدفاع عن الديمقراطية، مؤكداً أن كندا "ستواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا"، ومن جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن الأوكرانيين "يقاتلون من أجل حرياتهم، وأيضاً من أجل حرياتنا".
مواقف أستراليا والدنمارك
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً، مشيراً إلى أن "الشعب الأوكراني لا يدافع فقط عن سيادته، بل عن احترام القانون الدولي".
وفي الدنمارك، أعربت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن عن فخر بلادها بالوقوف إلى جانب كييف، أما في الولايات المتحدة، فقد انتقد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تصرفات ترامب، واصفاً موقفه بأنه "خدمة لصالح روسيا".
ومن المتوقع أن تتواصل ردود الفعل على هذا الخلاف بين زيلينسكي وترامب، وسط ترقب لموقف الإدارة الأمريكية وما إذا كانت ستقدم ضمانات جديدة لدعم أوكرانيا، في وقت تسعى فيه كييف للحصول على مساعدات إضافية لمواجهة الغزو الروسي.